العوالم المتوازية
العوالم المتوازية، مصطلحٌ فيزيائيٌّ مثيرٌ. فعندما كنت طفلاً، سمعت أحد أصدقاء والدي يتحدث عن آيةٍ كريمةٍ، وكان يرى أنّها قد تدل على وجود مخلوقاتٍ فضائيةٍ في كوننا الفسيح. قال ربّنا جلّ وعلا:(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)الطلاق: 12.
ظلّت هذه الفكرة تزورني بين حينٍ وآخر. حتّى قرأت هذه الأيّام تفسيرها عند الطبريّ وابن كثير أنّ ابن عبّاس قال لسائلٍ عن تفسير الآية: “ما يؤمنّك أن أخبرك بها فتكفر”، وقال لآخر: “سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى”.
حينها، ربطت تفسير الحبر ابن عبّاس بأحد نظريّات العوالم المتوازية، parallel universes. وهي نظريّة فيزيائيّة، تدل في فيزياء الكم quantum physics، على أنّه في هذا الكون، هناك عوالم مختلفة، كل عالمٍ منها فيه أشخاصٌ مثلنا، لهم حياتهم، وأفكارهم، وكلُّ واحدٍ منهم قد لجأ إلى اختياراتٍ في حياته، مختلفةٍ عن اختياراتنا.
لا يوجد في علم الفيزياء تجارب تثبت هذه النّظرية، ولكنها نظريّة تفسّر بعض الظواهر الفيزيائيّة الدّقيقة. ولا أجروء على الجزم بأنّ هذا التّفسير للآية يدل على صحّة النّظريّة، فالآية لا تخطئ، ولكنّ فهمي قد يخطئ.
فأي ربّ، زدنا علماً.